كمجتمع صغير وبينها وبين المجتمع الكبير ، ومن هنا جاء في موعظة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام علي عليهالسلام : « ... يا عليّ ، أحسن خُلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحبُ من الناس ، تُكتب عند الله في الدّرجات العُلىٰ » (١).
وفي جهة أخرىٰ فان سوء الخلق يغرس في محيط العائلة بذور الخلاف ، وينتج النفرة من البيت ، ويولّد الملل للأهل ، يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « سوء الخلق يوحش القريب ويُنفر البعيد » (٢) ويقول أيضاً في خطبته المعروفة بـ « الوسيلة » : « ومن ضاق خُلقه ملّه أهله » (٣). والملاحظ في ضوء النصوص الدينية أنها تركز علىٰ أربع خصال أخلاقية لها مدخلية كبرىٰ في توثيق وإدامة الحياة الزوجية وهي :
وهو تحمل الزوجين لتصرفات أحدهما الآخر بدون بثّ الشكوىٰ للآخرين الذي يؤدي إلىٰ تدخلات تعيق مسير الحياة الزوجية ، علماً بأن هذا الصبر سوف يكسب الزوجين الثواب الجزيل ، قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبته الجامعة في المدينة قبيل رحيله : « .. ومن صبر علىٰ سوء خلق امرأته واحتسبه ، أعطاه الله تعالىٰ بكلِّ يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطىٰ أيّوب عليهالسلام علىٰ بلائه ، وكان عليها من الوزر في كلِّ يوم وليلة مثل رمل عالج.. ومن كانت له امرأة لم توافقه ولم تصبر علىٰ ما رزقه الله تعالىٰ وشقّت عليه وحملته ما لم يقدر عليه ، لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها حرَّ النار ، وغضب الله عليها ما
________________
١) تحف العقول : ١٤ مواعظ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحكمه.
٢) غرر الحكم ح ٥٥٩٣.
٣) تحف العقول : ٩٧.