وفي هذا الاطار يلفت الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنظارنا إلىٰ قضية جوهرية لابدّ أن تستحضر في الذهن عند الاختيار ، وذلك في قوله عليهالسلام : « خيار خصال النساء شرار خصال الرجال : الزهو ، والجبن ، والبخل ، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها ، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها ، وإذا كانت جبانة فرَقت من كلِّ شيءٍ يعرض لها » (١).
وهكذا نجد أنّ أهل البيت عليهمالسلام يؤكدون علىٰ ضرورة الاختيار الحر والواعي لشريكة العمر ، ومن خلال استقراء الآيات والروايات الواردة حول مواصفات الزوجة الصالحة ، وجدنا بالإمكان تصنيفها إلىٰ قسمين رئيسين :
إنَّ من الأهمية بمكان أن تكون الزوجة ذات دين يعصمها عن الخطأ والخطيئة ، ويزرع في وعيها العقيدة الصحيحة والآداب السامية التي ستنقلها بدورها إلىٰ أبنائها ، ولأجل ذلك حرم الإسلام الزواج من المشركات ، قال تعالىٰ : ( وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ) (٢).
ولأجل أنّ الدين له مدخلية كبرىٰ في استقامة الزوجة ، أوصىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الشباب بأن لا ينظروا بعين الشهوة والطمع لمن يرغبون الاقتران بها كأن يركّزون علىٰ جمالها ومالها ، بل عليهم في المقام الأول أن ينظروا إلىٰ دينها وتدينها ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تنكح المرأة علىٰ أربع خلال : علىٰ مالها ، وعلىٰ دينها ، وعلىٰ جمالها ، وعلىٰ حسبها ونسبها ، فعليك بذات
________________
١) نهج البلاغة ، ضبط صبحي الصالح : ٥٠٩ / الحكمة ٢٣٤.
٢) سورة البقرة : ٢ / ٢٢١.