فان فاطمة عليهاالسلام وقفت إلىٰ جانبه ، ولم تكلفه فوق طاقته ، وكانت تخدمه باخلاص ، وقد شهد بحقها واعترف بخدمتها فقال عليهالسلام : « لقد تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش ، كنّا ننام عليه باللّيل ، ونعلف عليه النّاقة بالنهار ، ومالي خادم غيرها » (١).
هذا فضلاً عن أن تعاليم الإسلام تحثُّ الرجل علىٰ خدمة امرأته وعياله ، قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا سقىٰ الرجل امرأته أُجر » (٢) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنَّ الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلىٰ في امرأته » (٣) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « .. لا يخدم العيال إلّا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة » (٤).
فقد وردت روايات عديدة تحثُّ الزوجين علىٰ كسب رضا أحدهما للآخر والحصول علىٰ موافقته ، وفي هذا الصدد يقدّم الإمام الصادق عليهالسلام توصياته التربوية القيمة لكلٍّ من الزوجين والتي تتضمن الإشارة إلىٰ الأساليب التي يجب أن يتبعها كل واحد منهما لكسب رضا وموافقة شريكه ، قال عليهالسلام : « لا غنىٰ بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته ، وهي : الموافقة ليجلب بها موافقتها ومحبّتها وهواها ، وحسن خلقه معها ، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها. ولا غنىٰ بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال ، وهنَّ : صيانة نفسها عن كُلِّ دنسٍ حتىٰ
________________
١) تنبيه الخواطر ٢ : ١٢.
٢) كنز العمال ١٦ : ٢٧٥ / ٤٤٤٣٥.
٣) المحجّة البيضاء ٣ : ٧٠ كتاب آداب النكاح ، الفائدة الخامسة.
٤) بحار الأنوار ١٠٤ : ١٣٢ باب فضل خدمة العيال ، عن جامع الأخبار : ١٠٢.