المُقدَّمةُ
الحمدُ لله الذي جعل لنا من أنفسنا أزواجاً وجعل بيننا مودةً ورحمة. والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين وآل بيته الطيبين الطاهرين..
وبعد.. فقد احتل موضوع الاُسرة مكانةً مرموقة في برنامج الإسلام التغييري الواسع النطاق ، لكونها تشكل اللّبنة الأساسية الاُولىٰ في صرحه الاجتماعي.
ولم ينصبّ اهتمام الإسلام علىٰ مرحلة تشكيل الأُسرة وتكوينها فحسب ، بل أولىٰ عناية خاصة لمرحلة ماقبل التأسيس ، وذلك بترغيب الشباب من الجنسين علىٰ العيش المشترك ضمن إطار الاُسرة كمجتمع صغير. فقد أشار إلىٰ المعطيات الإيجابية المترتبة علىٰ العُلقة الزوجية ونفّر أشد التنفير من العزوبة. كما تعرّض بشيء من التفصيل للمقومات الأساسية التي يجب أن تقوم عليها الحياة الزوجية ، وتطرّق للاُسس السليمة التي تتم بموجبها عملية اختيار الشريك ، تلك الاُسس التي ترتكز علىٰ نظافة القصد وسلامة النية.
وكان من الطبيعي أن يحث الإسلام علىٰ التساهل في قضية المهر وشروط الزواج ومقدماته ، ازدادت عنايته أكثر بالاُسرة في مرحلة النشأة والتكوين ، فقد عمل علىٰ توثيق العلاقة الجديدة بين الزوجين علىٰ مختلف الأصعدة.
فعلىٰ الصعيد النفسي ومن أجل الارتقاء الروحي والإيماني للزوجين أكّد علىٰ توثيق علاقتهما بالله تعالىٰ ، وهو أمر له مردود إيجابي علىٰ علاقتهما فيما بينهما ، ولا يخفىٰ بان توثيق العلاقة مع الخالق ، يؤدي ـ بالملازمة ـ إلىٰ تقوية العلاقة مع المخلوق.
وعلىٰ
الصعيد التربوي ، دعا الإسلام إلىٰ تأسيس اُسرة تقوم علىٰ أُسس من التفاهم والانسجام ، والحب المتبادل والمعاشرة بالمعروف ، والشعور بالمسؤولية