تجاه العائلة ، وكذلك الإنصاف والعدل ، وتقسيم العمل وتوزيع الأدوار وعدم إلحاق الضرر بالطرف الآخر ، وما إلىٰ ذلك.
وعلىٰ الصعيد الأخلاقي أكّد علىٰ التمسك بعرىٰ الصبر الجميل ، والابتعاد عن الخيانة الزوجية وعدم خلع حزام العفة ، وتجنب الطعن في الشرف من خلال القذف وما إلىٰ ذلك ، وأيضاً تجنب الغيرة التي تكون لها ـ في غالب الأحيان ـ آثار تدميرية علىٰ الاُسرة ، زد علىٰ ذلك دعوة الإسلام الملحة إلىٰ تحصين سياج الاُسرة من خلال رعاية جانب الآداب والأخلاق الإسلامية من قبل كلا الزوجين.
ولم يكتف الإسلام ـ كرسالة شمولية ـ بالجانب الوعظي ، أو الإرشادي ، بل صبّ توصياته بخصوص الاُسرة في قوالب قانونية واضحة وملزمة ، حدَّد فيها الواجبات الملقاة علىٰ الزوجين تجاه بعضهما البعض ، وتجاه أولادهما ، كما بيّن الحقوق المترتبة علىٰ كلِّ فرد في الاُسرة.
هذه الخطوط الرئيسة سوف تجد تفاصيلها في هذا البحث الذي اتّبعنا فيه المنهج النقلي ، وأردنا من خلاله الكشف عن موقف الإسلام الأصيل الذي تمثله مدرسة أهل البيت عليهمالسلام من موضوع الاُسرة ، وهو الموضوع الذي يتزايد بشأنه اهتمام الرأي العالمي نتيجة للدعوات المظلّلة التي تصدر من الغرب ، وتدعو الشباب إلى التمرد علىٰ نظام الاُسرة بغية تقويضه ، إما من خلال سلوك طريق الرّهبنة والعزوف عن الزواج ، أو الانجراف مع تيار الإباحية العارم الذي يتنصّل للقيم ويسعىٰ نحو تحطيم النظم التقليدية ومنها نظام الاُسرة.
وقد قسّمنا البحث إلىٰ مقدِّمة وثلاثة فصول ، نتعرض في :
الفصل الأول : إلىٰ الاُسرة قبل التكوين.
أما الفصل الثاني : فيتكفل ببيان عناية الإسلام بالاُسرة عند نشأتها.
أما الفصل الثالث : فهو مقارنة بين المنهج الإسلامي والمادي في بناء الاُسرة وما يترتب علىٰ المنهجين من آثار اجتماعية وتربوية وأخلاقية.
ومن الله تعالىٰ نستمد العون والتوفيق