لم يغضّ لسانه وسمعه وبصره وجوارحه » (١). فهو يقوم بعملية ضبط واعية لجوارح الفرد ويردعه عن الإساءة للآخرين ، كما يساهم في خلق حالة من السكينة والاطمئنان في نفسه ، قال الإمام الباقر عليهالسلام : « والصيام والحجّ تسكين للقلوب » (٢).
وتأتي في المرحلة التالية بعد أداء الواجبات ، فتساهم في رفع إيمان الزوجين إلىٰ آفاق عالية ، وتحيط حياتهما الزوجية بهالة من الروحانية ، وقبل كل ذلك تقربهما إلىٰ الله زلفىٰ ، قال الإمام الكاظم عليهالسلام : « صلاة النَّوافل قُربان إلىٰ الله لكلِّ مؤمن » (٣).
ويأتي ذكر الله تعالىٰ في طليعة المندوبات ، إذ يعمل علىٰ زرع الطمأنينة في القلوب ، وقشع غيوم المخاوف التي تزخر بها الحياة ، قال تعالىٰ : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (٤).
ثم إنَّ ذكر الله لا تقتصر آثاره النافعة علىٰ الناحية الروحية ، بل يشتمل الجوانب السلوكية أيضاً ، فلاشكّ أنّها تنعكس علىٰ العائلة ، وتحقق الحياة الطيبة والسعيدة لأفرادها ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من عمّر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السر والجهر » (٥) ، وقال أيضاً : « اذكروا الله ذكراً خالصاً ،
________________
١) دعائم الإسلام : ٢٦٨ ، وبحار الأنوار ٩٦ : ٢٩٥.
٢) أمالي الطوسي ١ : ٣٠٢ ، وبحار الأنوار ٧٨ : ١٨٣.
٣) تحف العقول : ٤٠٣.
٤) سورة الرعد : ١٣ / ٢٨.
٥) غرر الحكم ح ٨٨٧٢.