مسؤول عن رعيته ، فالأمير الذي علىٰ النّاس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ علىٰ أهل بيته وهو مسؤول عنهم ، والمرأة راعية علىٰ بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم » (١). من كلِّ ذلك يظهر لنا بأنّ الإسلام يحثُّ الزوجين علىٰ الشعور بالمسؤولية الإنسانية بصفة عامّة وعلىٰ المسؤولية الاُسرية بصفة خاصة.
الانصاف من العوامل التربوية التي تديم المحبة وتوجب الأُلفة بين الزوجين ، يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « الانصاف يستديم المحبّة » (٢) ، ويقول أيضاً : « الانصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف » (٣) ، ومن يطالع كتابه عليهالسلام الذي أرسله إلىٰ الأشتر لما بعثه إلىٰ مصر ، يجد أنه يشير فيه صراحة إلىٰ أن عدم الانصاف يؤدي إلىٰ الظلم : « ... أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومن خاصة أهلك ، ومن لك فيه هوىٰ من رعيتك ، فإنّك إلّا تفعل تظلم.. » (٤).
وهناك دعوة ملحة للعدل بين النساء لمن يتزوج بأكثر من امرأة وتحذير من مغبة الظلم لهما أو لإحداهما ، ورد ذلك في آخر خطبة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم التي تضمنت تعاليم تربوية عديدة منها ـ في ما يتصل بهذه الفقرة ـ قوله : « .. ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله ، جاء يوم القيامة
________________
١) تنبيه الخواطر ١ : ٦.
٢) غرر الحكم ح ١٠٧٦.
٣) غرر الحكم ح ١٧٠٢.
٤) تحف العقول : ١٢٧.