وخرق من بني عمـي نجيب |
|
أحبُّ إليَّ من علج عنيف (١) |
إذن من الأهمية بمكان أن توجد حالة من التكافؤ بين الزوجين ، وعلىٰ الخصوص في الجانب الإيماني والاخلاقي والعلمي ، وقد أشار الفقهاء إلىٰ هذه المسألة المهمة ، يقول المحقق الحلي قدسسره : (الكفاءة شرط في النكاح ، وهي التساوي في الإسلام ، وهل يشترط التساوي في الإيمان ؟ فيه روايتان ، أظهرهما الاكتفاء بالإسلام ، وإن تأكّد استحباب الإيمان ، وهو في طرف الزوجة أتمّ ؛ لأنّ المرأة تأخذ من دين بعلها..) (٢).
الإسلام يريد للعلاقة الزوجية أن تبتني علىٰ أسس معنوية سليمة ، فهو يريد لها نظافة القصد وطهارة الغاية وسلامة النية ، كونها علاقة تترتب عليها أهداف سامية تتمثل بإدامة التناسل وتنشئة الأجيال ، ومن هنا ورد عن الإمام علي بن الحسين عليهالسلام أنّه قال : « من تزوّج لله عزَّ وجل ولصلة الرحم توّجه الله تاج الملوك » (٣) وعليه فالقصد السليم يؤدي إلىٰ التكريم من قبل الله تعالىٰ ، فهو العالم بدخائل النفوس وخوالج القلوب ، وقد هدّد الذين يتخذون من رابطة الزواج المقدسة مادة للتفاخر والرياء ووسيلة لايقاع الأذىٰ أو الحصول علىٰ المنافع والمطامع غير المشروعة ، قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من نكح امرأة حلالاً بمال حلال غير أنّه أراد بها فخراً ورياء لم يزده الله عزَّوجلَّ بذلك إلّا
________________
١) أخلاق أهل البيت عليهمالسلام / السيد مهدي الصدر : ٤٥٣ ـ ٤٥٤ دار الكتاب الاسلامي.
٢) شرائع الإسلام / المحقق الحلي ٢ : ٥٢٥ كتاب النكاح.
٣) مكارم الأخلاق : ١٩٨.