من كونه عملاً قبيحاً تحرّمه كافة شرائع السماء ، في حين أن القانون الفرنسي لا يعاقب من قديم علىٰ هذا الفعل.
ذلك أن المنهج المادي يرىٰ أن الدين والأخلاق تشكّل قيوداً وعوائقاً أمام حرية الإنسان وخاصة الجنسية منها ، يقول فرويد : «إنّ الإنسان لا يُحقق ذاته بغير الاشباع الجنسي ، وكل قيد من دين أو أخلاق أو تقاليد هو قيد باطل ومُدمّر لطاقة الإنسان وهو كبت غير مشروع» (١).
ولا يخفىٰ بان النتيجة المترتبة علىٰ انطلاق الغرائز وإباحة الجنس هي تهديم الأخلاق وتحطيم الاُسرة ، وهو أمر يُخطط له أعداء الدين والإنسانية من زمن بعيد ، فأحد بروتوكولات حكام صهيون يقول : «يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كلِّ مكان فتسهل سيطرتنا.. إنّ فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقىٰ في نظر الشباب شيء مقدّس ، ويصبح هَمّهم الأكبر هو إرواء غرائزهم الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقهم» (٢).
لقد بات واضحاً أن من أكبر الآثار المدمرة علىٰ الاُسرة هي أفكار فرويد الإباحية ، وقد كان الإنسان حين يقع في الإثم يشعر بالذنب وتأنيب الضمير ، فجاء فرويد يوحي إليه بأنه إنسان سوي ولا غبار عليه ، وأن الممارسة الجنس ولو بصورة غير شرعية هو عملية «بيولوجية» بحتة لا صلة له بالأخلاق ، وهكذا أسبغ علىٰ الفساد صبغة أخلاقية !
أما المنهج الإسلامي فإنّه يسير جنباً إلىٰ جنب مع الأخلاق ، ويعتبر الدخول في عشّ الزوجية وتشكيل الاُسرة نقطة تحوّل نحو الأخلاق السامية ، وليس
________________
١) الإسلام والجنس / فتحي يكن : ١٨.
٢) الإسلام والجنس : ١٩.