الاُسرة ، وتنافس الاُسرة في الاضطلاع بدورها بشكل تام.
وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين عاشوا في مؤسسات إيوائية يتلقّون فيها اهتماماً ورعاية محدودين ، ويكون نموهم معوقاً ، كما أن التأثير الخطير لهذه البيئات يمكن أن يقلّ عند عودة هؤلاء الأطفال إلىٰ منازلهم العادية (١).
ولا يخفىٰ بأن الاُسرة خلية اجتماعية مصغّرة يجرّب الطفل فيها اختباراته الاجتماعية وينمو فيها حسّه الاجتماعي تجاه الآخرين ، ومن هنا نجد أن الإسلام يحرص علىٰ بقاء وتعزيز دور الاُسرة ، بينما نجد أن تهميش دورها في الغرب قد أفرز مزيداً من الظواهر الشاذة وما رافقها من انحلال وميوعة ، أسفرت عن ظهور حركات العبث واللاجدوائية كالهيبز والبيتلز ... وما إلىٰ ذلك.
ثم إنّ الحرية الغير منضبطة في الغرب قد تركت آثاراً سيئة ، وركاماً من التراجع الخلقي على مستوى الفرد أو الجماعة. فقد تفشّىٰ الزنا علىٰ نطاق واسع ، وانتشرت ظاهرة «الأطفال غير الشرعيين» ، الإجهاض وما إلىٰ ذلك من مظاهر مرضية أخذت تشكّل هاجساً مقلقاً لعلماء الاجتماع الغربيين.
تقول الاحصاءات : (إنّ ثلث السكان الذين يولدون في إيطاليا أولاد غير شرعيين ، وإنّ عدد حوادث الاجهاض في فرنسا سنوياً مليون حادثة ، والبعض يقول مليونان.
أي أن كلّ «١٠٠» ولادة يقابلها «١٢٠» إجهاضاً ، وقد كثرت حوادث الاجهاض في السنوات الأخيرة بسبب العلاقات الجنسية التي لم تعد تخضع إلىٰ أي قيود) (٢).
________________
١) اُنظر : مجلة المجتمع الكويتية ، العدد ١٢٨٣ ـ ٨ شهر رمضان ١٤١٨ هـ.
٢) دراسات معمقة : ٤٢.