والاحسان إلىٰ الوالدين ، فتصبح الاُسرة ـ والحال هذه ـ متلاحمة كسبيكة صلبة يصعب تفكيكها.
ومن نماذج الاُسرة الكريمة المتمسكة بمكارم الأخلاق الإسلامية ، اُسرة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي عاش مع زوجته خديجة خمسة وعشرين عاماً ، في تمام الانسجام والصفاء والحبّ المتبادل ، وبعد وفاتها لم ينفكّ يردّد ذكراها الطيبة علىٰ لسانه بين نسائه ، فالحبّ الذي يكنّه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لخديجة كان مبعثه نبلها ، وسموّ خلقها ، ووفاؤها ، إلىٰ الإسلام.
وعاش الإمام علي عليهالسلام مع زوجته فاطمة عليهاالسلام في وئام وانسجام ، ونتيجة لما عرف عنهما من نبل وسموّ أخلاقي لم ينقل لنا التاريخ أنّ خلافاً نشب بينهما علىٰ الرغم من شظف العيش ومعاناة الفقر المدقع الذي يكتنف حياتهما.
كان واضحاً من هذين النموذجين المشرقين أن السياج الاخلاقي الذي أحاط الاُسرة في النظام الإسلامي كان ومازال يدفعها نحو التماسك في أشد الظروف وأقساها.
أما المنهج المادي الذي يدير ظهره للأخلاق ، فيعرض لنا نماذج بشعة من التردّي والانحطاط علىٰ الرغم من الرفاهية وبحبوحة العيش في الغرب.
ولقد أصبحت الاُسرة لا معنىٰ لها في الظروف الاجتماعية الحديثة في الغرب ، بعد أن ضعفت عاطفة الاُمومة ، وانحلّت الرابطة الزوجية ، حتىٰ يمكن القول بأنّ الاُسرة يكاد يختفي رسمها وإن بقي أسمها في سجلّات القانون.
ففي ظلِّ علاقات اجتماعية متحررة جداً ،
فقدت الرابطة الزوجية قدسيتها من جراء موجة «تبادل الزوجات» التي انتشرت في أمريكا واُوربا انتشار النار في الهشيم ، من خلال نوادٍ مخصصة لذلك ، يأخذ فيها الرجل زوجة غيره ،