ويعطيه زوجته ! بدون وازع من دين أو خلق أو ضمير (١).
وهذا التردّي الأخلاقي لا تقتصر آثاره الضارة علىٰ الفرد ، بل تطال المجتمع أيضاً.
كتب (جيمس رستون) في صحيفة «نيويورك تايمز» محذّراً مجتمعات الغرب من اطلاق طاقة الجنس ، معتبراً أنّ خطرها قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية !
فالقوة الجنسية الهائلة لم يعد يحدّها الخوف من الجحيم ، ولا الأمراض السارية وخشية الحمل وما إلىٰ ذلك ، وفي رأيه أن أطناناً من القنابل الجنسية تنفجر كلّ يوم ، وتترتّب عليها آثار تدعو إلىٰ القلق ، قد تجعل الأطفال في الغرب وحوشاً ، بل قد تشوّه مجتمعات بأسرها (٢).
وقد دقّ جرس الخطر أكثر من شخصية غربية ، وليس أدلّ علىٰ ذلك من تصريح زعيم أقوى دولة في العالم (جون كندي) في سنة ١٩٦٢ م : (بأنّ مستقبل أمريكا في خطر ؛ لأنّ شبابها مائع منحلّ غارق في الشهوات ، لا يقدّر المسؤولية الملقاة علىٰ عاتقه ، وإنه من بين كلِّ سبعة شباب يتقدّمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين ؛ لأنّ الشهوات التي غرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية) (٣).
هذه الصيحات كانت قبل ظهور مرض الأيدز الذي أخذ يفترس الناس هناك وينخر الكيان الحضاري ، ولم يكن الطب بعد من إيقافه عند حدّه.
________________
١) اُنظر : المرأة في التصور الإسلامي : ٣٤.
٢) الإسلام والجنس / فتحي يكن : ٩ ـ ١٠.
٣) الزنا : أحكامه ، أسبابه : ١٣٠.