ونقلت الصحيفة عن أحد منظّمي الحملة قوله : (في الماضي كان هناك أب وأمّ لكلِّ عائلة ، أمّا اليوم فلم نعد بحاجة لهذه الأسماء) (١).
ونتيجة لحرمان الصبية والفتيان من أجواء العائلة الدافئة ، وبغية الهروب من الواقع أقبلوا علىٰ تناول المخدرات والمشروبات الكحولية ، ففي أمريكا بلد الحرية غير المحدودة (أقبل الصبية الفتيان علىٰ احتساء الخمر ، وقال القضاة الأمريكيون : لم يعهد في تاريخ بلادنا هذه الكثرة الكاثرة من الصبيان المقبوض عليهم في حالة سكر) (٢).
وقد ثبت بالتجربة أن قاعدة «القدوة والاُسوة» التي تتمّ داخل الاُسرة هي أساس التربية : (فالأطفال يأخذون بالتقليد والمحاكاة أكثر ممّا يأخذون بالنصح والارشاد) (٣).
يقول الكسيس كاريل في كتابه : «الإنسان ذلك المجهول» : (لقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبدال تدريب الاُسرة بالمدرسة استبدالاً تاماً ، وكذا ترك الاُمهات أطفالهن لدور الحضانة حتىٰ يستطعن الانصراف إلىٰ أعمالهن ومطامعهن ، إنهن مسؤولات عن اختفاء وحدة الاُسرة واجتماعاتها التي يتصل فيها الطفل بالكبار ، فيتعلم منهم أموراً كثيرة ؛ لأنّ الطفل يشكّل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبق القوالب الموجودة في محيطه) (٤).
فالمدارس التي تسير وفق المنهج الغربي لم تقدّم للناشئة الغذاء الفكري
________________
١) اُنظر : مجلة المجتمع الكويتية ، العدد ١٢٧٧ ، ٢٥ رجب ١٤١٨ هـ.
٢) خصائص الشريعة الإسلامية / د. عمر سليمان : ٤٣.
٣) التربية وبناء الاجيال / أنور الجندي : ١٦٨.
٤) التربية وبناء الأجيال : ١٧١.