الصحيح) (١).
ويقول جوستاف لوبون : (إنّ تعدد الزوجات المشروع عند الشرقيين أحسن من عدم تعدد الزوجات الريائي عند الاوربيين ، وما يتبعه من مواكب أولاد غير شرعيين) (٢).
بقي علينا أن نشير إلىٰ أن الفطرة الواقعية تستلزم حلّية التعدّد في حالات عديدة ، فعلىٰ سبيل المثال نجد أن البعض تكون رغبته في النسل شديدة ولكنه رزق بزوجة لا تنجب لعقم أو مرض أو غيره ، أفلا يكون من غير المناسب حرمانه من رغبته المشروعة في الزواج ثانية من امرأة تحقّق له حلمه المنشود ؟!
وعليه نرىٰ أنّ نظام تعدد الزوجات ينطوي علىٰ حلول حكيمة للعديد من المشكلات التي تعترض نظام الاُسرة ، وفيه تتجلىٰ واقعية المنهج الإسلامي ، وصوابيته في حلّ المشكلة الجنسية من خلال الشرعية.
أما المنهج المادي فإنّه يحلّها من خلال الإباحية ، وهكذا نجد أن فرويد : (يدعو إلىٰ إشباع الرغبة الجنسية ، وذلك لأنّ الإنسان صاحب الطاقة الجنسية القوية ، والذي لا تسمح له النصرانية إلّا بزوجة واحدة ، فأمّا أن يرفض قيود المدنية ، ويتحرر منها باشباع رغباته الجنسية ، وإما أن يكون ذا طبيعة ضعيفة لا يستطيع الخروج علىٰ هذه القيود فيسقط صاحبها فريسة للمرض النفسي ونهبة للعقد النفسية) (٣).
والمفارقة العجيبة أن فرويد الذي يبرر الإباحية يغفل عن التعدد الذي يحفظ
________________
١) أحكام الاُسرة في الإسلام / محمد مصطفىٰ الشبلي : ٢٤١.
٢) أحكام الاُسرة في الإسلام : ٢٤١.
٣) الموسوعة الميسرة : ٣٨٢.