وفي تفسير الجذع من الضّأن وإن اتفقت في تفسير الجذع من المعز بأنّها ما كملت سنة ودخلت في الثانية ، وكلام أكثر (١) أهل اللغة يقيّد أن الجذع من الضّأن ما كملت له سنة إلّا أنّه غير موافق لظاهر كلمات الأصحاب وما ذكره غير واحد من أهل اللغة كما حكي عن ابن الأعرابي والأزهري والمطرزي وغيرهم.
والأظهر صدقه مع إكمال الثمانية. وفي السبع أيضا وجه قوي تقديما لقول المثبت سيّما مع موافقته لكلام جماعة من الأصحاب.
وأمّا الثني من المعز فعن الشيخ (٢) والعلّامة (٣) أنّه ما دخل في [ الثانية ] ، وفي الشاة ما دخل في الثانية (٤).
وعن الجوهري (٥) والفيومي (٦) والمطرزي والفيروزآبادي : أنّه يكون في الظلف والحافر في السنة الثالثة.
وعن النهاية : الثنيه من الغنم ما دخل في السنة الثالثة ، ومن ذوات الخفّ في السنة السادسة ، ثمّ قال (٧) : وعلى ما ذكرناه من معرفة الثني الجمع من أهل اللغة. وقيل : الثني من الخيل ما دخل في الرابعة ، ومن المعز ما له سنة ودخل في الثانية.
فظهر ممّا نقلناه أنّ كلام الأكثر متّفق على أنّ الثني من المعز ما دخل في الثالثة.
والاكتفاء فيه بالدخول في الثانية ممّا حكاه في المجمل عن البعض ، ولم يعيّن قائله ، فلا عبرة به في مقابلة الجماعة.
__________________
(١) في ( ألف ) : « أكثر هؤلاء ».
(٢) المبسوط ١ / ١٩٩.
(٣) تذكرة الفقهاء ٥ / ١٠٧.
(٤) المبسوط ١ / ١٩٩.
(٥) الصحاح ٦ / ٢٢٩٥ ( ثنى ).
(٦) المصباح المنير ١ / ٨٥ ( ثنى ).
(٧) ذكر العبارة كلها في مجمع البحرين ١ / ٣٣٠ ( ثنى ) ، ولم نجده في النهاية المطبوع.