قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أعان ضعيفا في بدنه على أمره أعانه الله على أمره ونصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الاهوال وعبور تلك الخنادق من النار حتى لا يصيبه من دخانها ولا سمومها ، على عبور الصراط إلى الجنة سالما آمنا ، ومن أعان مشغولا بمصالح دنياه أو دينه على أمره حتى لا ينتشر عليه أعانه الله على تزاحم الاشغال وانشتار الاحوال يوم قيامه بين يدي الجبار ، فميزه من الاشرار ، وجعله من الاخيار (١).
وقوله عزوجل : «واستشهدوا شهيدين من رجالكم» قال أمير المؤمنين عليهالسلام أي من أحراركم من المسلمين العدول ، قال عليهالسلام : استشهدوهم لتحوطوا بهم أديانكم وأموالكم ولتستعملوا أدب الله ووصيته ، فان فيهما النفع والبركة ولا تخالفوهما فيلحقكم الندم ، ثم قال أمير المؤمنين : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ثلاثة لا يستجيب الله لهم ، بل يعذبهم ويوبخهم ، أما أحدهم فرجل ابتلى بامرأة سوء فهي تؤذيه وتضاره وتعيب عليه دنياه وتنقصها وتكدرها وتفسد عليه آخرته فهو يقول : اللهم يارب خلصني منها ، يقول الله : يا أيها الجاهل قد خلصتك منها جعلت بيدك طلاقها والتفصي منها طلقها وانبذها نبذ الجورب الخلق ، والثاني رجل مقيم في البلد قد استوبله ولا يحضره له فيه كل ما يريد وكل ما التمسه حرمه يقول : اللهم يارب خلصني من هذا البلد الذي قد استوبلته يقول : قد أوضحت لك طرق الخروج ومكنتك من ذلك فاخرج منه إلى غيره تجتلب عافيتي وتسترزقني ، والثالث رجل أوصاه الله بأن يحتاط لدينه بشهود وكتاب فلم يفعل ذلك ودفع ماله إلى غير ثقة بغير وثيقة فجحده أو بخسه فهو يقول : اللهم يا رب رد علي مالي ، يقول الله عزوجل له : يا عبدي قد علمتك كيف تستوثق لمالك ليكون محفوظا لئلا يتعرض للتلف فأبيت فأنت الان تدعوني قد ضيعت مالك وأتلفته وخالفت وصيتي فلا أستجيب لك ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا فاستعملوا وصية الله تفلحوا وتتجحوا ولا تخالفوا لها فتندموا (٢).
__________________
(١) تفسير العسكرى ص ٢٦٧ بتفاوت.
(٢) تفسير العسكرى ص ٢٧٤.