المختار : نعم أخرج وإيّاك أن تسير إلى أميرهم تقاتله ولا تقاتل أحداً وأنت لا تستطيع أن لا تقاتل ، واحفظ ما أوصيتك به إلّا أن يبدأك أحد بقتال.
قال الراوي : فخرج إبراهيم بن الأشتر من عنده في الكتيبة التي أقبل فيها حتى أتى قومه ، واجتمع إليه جلّ من بايعه وأجابه ثم إنّه سار بهم في سكك الكوفة طويلاً من الليل ، وهو في ذلك يتجنّب السكك التي فيها الأمراء حتى انتهى إلى مسجد السكون ، فلقيته خيل وليس لهم قائد ، فحملوا عليهم وحمل أبراهيم وأصحابه عليهم فكشفوهم حتى دخلوا جبانة كندة ، وكانت شرطة ابن مطيع تعتدّ وتجتمع حتى انتهى ابراهيم جبانة أثير ، وقف فيها طويلاً ، ونادى أصحابه بشعارهم فجاءته الشرطة بالخيل والرجال وفي مقدّمتهم سويد بن عبدالرحمن المنقري ، فلمّا رأى ذلك ابن الأشتر ، قال لأصحابه : يا شرطة الله انزلوا فإنكم أولى بالنصر من الله من هؤلاء الفسّاق الذين خاضوا دماء أهل بيت رسول الله فنزلوا ثم شدّ عليهم إبراهيم فضربهم حتى أخرجهم إلى الصحراء وولّوا منهزمين يركب بعضهم بعضا ، وهم يتلاومون فقال قائل منهم : إنّ هذا الأمر يراد ، ما يلقون لنا جماعة إلّا هزموهم ، فلم يزل يهزمهم حتى أدخلهم الكناسة ، وقال أصحاب إبراهيم لإبراهيم : أتبعه وغنم ما قد دخلهم من الرعب فقد علم الله إلى الله من ندعوا وما نطلب وإلى من يدعون وما يطلبون ، فقال إبراهيم : لا أفعل ذلك.
نعم إنّ إبراهيم لمّا حارب بالكوفة قتلة الحسين عليهالسلام كان لا يتبع مدبراً ولا يأمر بالنهب ، ولكن أهل الكوفة نهبوا يوم عاشوراء جميع ما كان في رحل الحسين عليهالسلام وخيامه حتى الملاحف الأزر من على رؤوس الفاطميات!!
هذي تصيح أبي وتهتف ذي أخي |
|
وتعجّ تلك بأكرم الأجداد (١) |
__________________
(١) من قصيدة للشيخ أحمد النحوي المتوفى سنة ١١٨٣ هـ ومطلعها :
بأبي أبِّي الضيم لا يُعطي العدى |
|
حذر المنيّة منه فضل قيادِ |