في ثورة أهل الكوفة على المختار
لمّا جاء ابن زياد إلى حرب التوّابين ، ووقعت واقعة وجرى ما جرى على التوابين ، مكث ابن زياد في بادية الموصل ، وفي ذلك الحين هلك مروان بن الحكم في مستهل شهر رمضان سنة خمس وستّين ، وولّى بعده ابنه عبدالملك ، فأقر ابن زياد على ما كان أبوه ولّاه ، أقبل إلى الموصل وكان بها عبدالرحمن بن سعيد فكتب إلى المختار يخبره بدخول ابن زياد أرض الموصل ، فندب المختار يزيد بن أنس الأسدي في ثلاثة آلاف اختارهم يزيد ، وأمر المختار عبدالرحمن ابن سعيد أن خل بين يزيد وبين البلاد ، فسار يزيد إلى المدائن ، ثم إلى أرض الموصل ، فنزل بها وبلغ خبره ابن زياد ، فجز سريتين أحداهما مع ربيعة بن مخارق ثلاثة آلاف ، والاخرى مع عبدالله بن حملة ثلاثة آلاف ، فسبق ربيعة بن مخارق الى يزيد بن أنس فالتقيا في أرض الموصل ، مما يلي الكوفة فتواقفا ويزيد ابن أنس مريض ، ثم اقتتلوا هم والشاميون يوم عرفة سنة ست وستّين عند اضاءة الصبح ، ففرّ الشاميون قتل أميرهم ربيعة ، واحتاز جيش المختار ما في معسكرهم ورجع فرارهم ، فلقوا الأمير الآخر عبدالله بن حملة فأخبروه فرجع بها وسار نحو يزيد بن أنس ، فانتهى إليهم عشاءاً فبات الناس متحاجزين.
ولمّا أصبحوا يوم الأضحى من سنة ست وستّين اقتتلوا قتالاً شديداً ، ثم