في تتمة قضية المختار
لمّا أظهر المختار دعوته بالكوفة ، صار يطلب بثار الحسين عليهالسلام ، أجابه جماعة من أشراف أهل الكوفة ولبّوا نداءه.
قال الطبري : عن عمر بن شعبي ، قال : كنت أنا وأبي أول من أجاب المختار ، واجتمع إليه من عيون جماعته ، وقالوا : لو دعوت إبراهيم بن مالك الأشتر رحمهالله علينا لكان خير لك ولنا ، ولرجونا القوة على عدونا ، ولا يضرّنا خلاف من خالفنا فإنّه فتى شريف وابن رجل شريف ، بعيد الصيت ، وله عشيرة ذات عز وعدد. فقال لهم المختار : فألقوه وادعوه ، واعلموا الذي أمرنا به من الطلب بدم الحسين عليهالسلام وأهل بيته.
قال الشعبي : فخرجوا إليه ، وأنا فيهم وأبي ، فتكلم يزيد بن أنس فقال : إنّا قد أتيناك في أمر نعرضه عليك وندعوك إليه ، فإن قبلته كان خيراً ، لك وإن تركته فقد أدّينا إليك فيه النصيحة ، ونحن نحبّ أن يكون عندك مستوراً فقال لهم إبراهيم بن الأشتر : وإنّ مثلي لا تخاف غائلته ، ولا سعايته ولا التقرب إلى سلطانه باغتياب الناس ، أنّما اولئك الصغار الأخطار الدقائق همما. فقال له : إنّما ندعوك إلى أمر قد اجتمع عليه رأي الملأ من الشيعة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم والطلب بدماء أهل البيت ، وقتال المحلّين والدفع عن الضعفاء.