في بيعة أهل الكوفة للمختار
ذكر الطبري في تاريخه (١) ، قال : بعد أن فتح الله على المختار وانهزم عبدالله ابن مطيع أمير الكوفة ، وقد أخلى قصر الإمارة ـ جاء المختار حتى دخل القصر وبات به وأصبح أشراف الناس في المسجد وعلى باب القصر ، فخرج المختار وصعد المنبر فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : الحمدلله الذي وعد وليّه النصر وعدوّه الخسر ، وجعله فيه إلى آخر الدهر وعداً مفعولاً وقضاء مقضياً ، وقد خاب من افترى. أيها الناس إنّه رفعت لنا راية ومدّت لنا غاية ، فقيل لنا في الراية أن ارفعوها ولا تضعوها وفي الغاية أن اجروا إليها ولا تعدوها ، فسمعنا دعوة الداعي ومقالة الواعي ، فكم من ناع وناعية لقتلي في الواعية ، وبعداً لمن طغى وأدبر وعصى وكذّب وتولّى ، ألا فادخوا أيها الناس فبايعوا بيعة هدى فلا والذي جعل السماء سقفاً مكفوفاً والأرض فجاجاً سبلا ، ما بايعتم بعد بيعة علي بن أبي طالب عليهالسلام وآل علي أهدى منها ، ثم نزل فدخل القصر ودخلنا عليه.
ودخل عليه أشراف الناس فبسط يده وابتدره الناس فبايعوه ، وجعل يقول : تبايعوني على كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت وجهاد المحلّين
__________________
(١) انظر ج ٤ ص ٤٨٧.