والدفع عن الضعفاء ، وقتال من قاتلنا ، وسلّم من سالمنا ، والوفاء ببيعتنا لا نقيلكم ولا نستقيلكم ، فإذا قال الرجل نعم بايعه.
قال موسى بن عامر العدوي : فكأنّي والله انظر الى المنذر بن حسان بن ضرار ، إذ أتاه حتى سلّم عليه بالإمرة ثم بايعه ، وانصرف عنه ، فلمّا خرج من القصر استقبل سعيد بن منقذ الثوري في عصابة من الشيعة ، واقفاً عند المصطبة ، فلما رأوه ومعه ابنه حيان بن المنذر ، قال رجل من سفائهم : هذا والله من رؤوس الجبارين فشدّوا عليه وعلى ابنه فقتلوهما ، فصاح بهم سعيد بن منقذ لا تعجّلوا حتى ننظر ما رأي أميركم فيه.
قال : وبلغ المختار بذلك فكرهه ، حتى رؤي ذلك وجهه ، وأقبل المختار يمنّي الناس ويستجر مودّتكم ومودة الأشراف ، ويحسن السيرة جهده قال : وجاء ابن كامل فقال للمختار : أعلمت أنّ ابن مطيع في دار أبي موسى ، فلم يجبه بشيء ، فأعاده عليه ثلاثاً فلم يجبه ، فظن ابن كامل أنّ ذلك لا يوافقه وكان المختار قبل هذا صديقاً لابن مطيع ، فلمّا أمسى بعث الى ابن مطيع بماءة ألف درهم ، وبعث إليه تجهّز هذه الليلة وأخرج ، فإنّي قد شعرت بمكانك وقد ظننت أنّه لم يمنعك من الخروج إلّا أنّه ليس في يديك ما يقويك على الخروج ، فأخذها ومضى إلى البصرة وأصاب المختار تسعة آلاف ألف في بيت المال بالكوفة ، فأعطى أصحابه الذين قاتل بهم حين حاصر ابن مطيع في القصر وهو ثلاثة ألف وثمانمائة رجل كل رجل خمسمائة درهم ، وأعطى ستّة آلاف من أصحابه أتوه بعد ما أحاط بالقصر ، فأقاموا معه تلك الليلة وتلك الثلاثة أيام حتى دخل القصر مائتين مائتين واستقبل الناس بخير ومناهم العدل وحسن السيرة ، وأدنى منه الأشراف فكانوا جلساءه وحداثه ، واستعمل على شرطته عبدالله بن كامل الشاكري ، وعلى حرسه كيسان أبا عمرة مولى عرينة ، فقام ذات يوم على رأسه فرأى الأشراف يحدثونه