في سفراء الحجة عليهالسلام
للمهدي المنتظر من آل محمد عجّل الله فرجه غيبتان : صغرى وكبرى ، كما جاءت بذلك الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام ، فمن مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين الشيعة يعني إلى وفاة السمري رابع السفراء هي الغيبة الصغرى ، وهي أربعة وسبعين سنة ، ففي هذه الأربع وسبعين سنة كان السفراء يرونه ويجتمعون عنده وربما رآه غيره ويصلون إلى خدمته وتخرج على أيديهم توقيعات إلى شيعته في أجوبة مسائل شتى يسألون بها الإمام عليهالسلام.
وأمّا الغيبة الكبرى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف ، وقد جاء في بعض التوقيعات أنّه بعد الغيبة الكبرى لا يراه أحد ، وأنّ من ادعى الرؤية قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب ، وجاء في عدة أخبار أنه عليهالسلام ، يحضر المواسم في كلّ سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.
وأمّا السفراء الأربعة الذين كانوا بينه وبين شيعته : أولهم أبو عمروعثمان بن سعيد العمري ، كان عثمان بن سعيد هذا من بني أسد ، ونسب إلى جدّه أبي أُمّه جعفر العمري ، ويقال العسكري ، لأنّه كان يسكن العسكر ، وهي المحلة التي كان يسكنها الإمامين عليهماالسلام ، موضع قبورهم الآن ، لأنّ قبورهم في دارهم ، ويقال له السمان لأنّه كان يتجر بالسمن ، تغطية للأمر ، وكان الشيعة إذا حملوا إلى الحسن