في ما كان يصنعه ملوك الشيعة بمصر وبغداد يوم عاشوراء
اتخذ الناس يوم عاشوراء بعد مقتل الحسين عليهالسلام يوم حزن وبكاء وهم ينصبون المأتم والعزاء كل ذلك مواساة لأهل البيت وتقرباً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى ذوي القربى ، وينظمون القصائد في رثاء الحسين عليهالسلام وتتلى على الأشهاد ، أخذ الخلف عن السلف ، هاك ما يحدّثنا التاريخ عن أيام الفاطميين في مصر وما كانوا يصنعونه يوم عاشوراء من إقامة الشعائر والمواكب.
قال المقريزي في الخطط : كانوا ـ يعني الفاطميين ـ ينحرون في ويم عاشوراء الإبل والبقر والغنم يكثرون النوح والبكاء ، ويسبّون من قتل الحسين عليهالسلام ، ولم يزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم.
وذكر في موضع آخر انه في يوم عاشوراء من سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة انصرف خلق من الشيعة إلى قبر أم كلثوم ونفيسة ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين عليهالسلام.
وذكر المقريزي أيضاً : قال ابن الطوبر : إذا كان يوم العاشر من المحرّم احتجب الخليفة عن الناس ، فإذا علا النهار ركب قاضي القضاة والشهود وقد غيروا زيهم فيكونون كما هو اليوم ، ثم صاروا إلى المشهد الحسيني وكان قبل ذلك يعمل في الجامع الأزهر ، فإذا جلسوا فيه ومن معهم من قرّاء الحضرة