في رجوع السبايا الى المدينة
قال ابن الأثير والبياسي والطبري في روايته عن أبي مخنف : أنّه لمّا أراد يزيد أن يسيّرهم إلى المدينة أمر النعمان بن بشير أن يجهّزهم بما يصلحهم ويسير معهم رجلاً أميناً من أهل الشام ، وأن يبعث معه خيلاً وأعوانا.
وقال المفيد : ندب النعمان بن بشير ، وقال له : تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة الى المدينة ، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدّم إليه أن يسير بهم في الليل ويكونوا أمامه ، حيث لا يفوته طرفه ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث إن أراد إنسان من جماعتهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم.
قالوا جميعاً : ودعا يزيد ، زين العابدين عليهالسلام ليودّعه ، وقال له : لعن الله ابن مرجانة ، أما والله لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلّا أعطيته إياها ، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت ، ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت ، يا بني كاتبني من المدينة ، وإنّه إلي كلّ حاجة تكون لك ، وتقدّم بكسوته وكسوة أهله وأوصى بهم هذا الرسول ، فخرج بهم الرسول.
قال المفيد : وسار بهم في جملة النعمان فكان يسايرهم ليلاً فيكونون أمامه بحيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا تنحى عنهم هو وأصحابه وكانوا حولهم كهيئة