في بقية قضية زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام
ذكر صاحب المقاتل : أنّه لمّا قتل زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام ودفنه ابنه يحيى في النهر ، وأجرى عليه الماء ، استخرجه يوسف بن عمرو بعد الدفن وقطع رأسه وبعث برأسه وبرؤوس أصحابه إلى هاشم بن عبدالملك مع زهير بن سليم ، ودفع هشام لمن أتاه بالرأس عشرة دراهم ونصبه على باب دمشق.
ويروى أنه ألقى الرأس أمامه فأقبل الديك ينقر رأسه فقال بعض من حضر من الشاميين :
اطردوا الديك عن ذوابة زيد |
|
فلقد كان لا يطاه الدجاج |
قال الراوي : وبعث هشام بالرأس من الشام إلى مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنصب عند قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً وليلة ، وكان العامل على المدينة محمد بن إبراهيم بن هشام المخزومي ، فتكلم معه ناس من أهل المدينة أن ينزله ، فأبى إلا ذلك ، فضجت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم ، وكان كيوم الحسين عليهالسلام ، ونظر إلى الرأس كثير بن المطلّب السهمي فبكى وقال : نظّر الله وجهك أبا الحسين ، وقتل قاتليك ، وكان كثير يميل الى بني هاشم لأن اُمّ أبيه المطلّب أروى بنت عبدالمطلّب ابن هاشم بن عبد مناف ، فقال له الوالي : بلغني عنك كذا وكذا؟ قال : هو كما بلغك ، فحبسه ، وكتب إلى هشام بن عبدالملك يخبره ، فقال كثير وهو في الحبس :