في مقتل عبيدالله بن زياد عليه اللعنة
قال أرباب التاريخ والسير : بعث المختار بن أبي عبيدة الثقفي إبراهيم بن الأشتر للكوفة لقتال عبيدالله بن زياد لعنه الله وأخرج معه فرسان أصحابه وأهل البصائر والتجربة ، منهم ، وشخص إبراهيم بن الأشتر لثمان بقين من ذي الحجة سنة ست وستّين ، واستهلّت سنة سبع وستين وهو سائر لقصد بن زياد ، وكان ابن زياد قد سار في معسكر عظيم من الشام ، فبلغ الموصل وملكها ، فالتقيا بمكان يقال له الخازر (١) بينه وبين الموصل خمس فراسخ ، فبات ابن الأشتر ساهراً ، فلمّا كان الفجر نهض فصلّى بأصحابه وعبّئ جيشه ، وصار يحثّهم ويذكر لهم فعل ابن زياد بالحسين عليهالسلام وأهل بيته ، ثم زحف بجيشه وهو ماش في الرجالة حتى أشرف من فوق تل على جيش ابن زياد ، فإذا هم لم يتحرّك منه أحد ، فلمّا رأوهم نهضوا إلى خيلهم وسلاحهم مدهوشين ، فركب إبراهيم بن الأشتر وجعل يقف على رايات القبائل فيحرضهم على القتال.
وأقبل ابن زياد في جيش كثيف وعلى ميمنته الحصين بن نمير وعلى
__________________
(١) قال البكري في معجم ما استعجم : خازر بفتح الزاي نهر الموصل عليه التقى إبراهيم بن مالك الأشتر من قبل المختار وعبيدالله بن زياد فقتله إبراهيم.