في تتمة قضية المختار
لمّا دخل المختار بن أبي عبيدة الثقفي الكوفة اجتمع عليه بعض الشيعة ، وكان آنئذ يجتمع الناس عند سليمان بن صرد الخزاعي وهو شيخ الشيعة ، وكان يتهيأ للخروج على بني اميّة ، ولمّا خرج سليمان بالشيعة من الكوفة بقي المختار بها وقد اشتدت شوكته ، وقوي أمره ، فاجتمع جماعة من وجوه أهل الكوفة ، وهم عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وشبث بن ربعي ، ويزيد بن الحارث بن رويم ، وصاروا إلى عبدالله بن يزيد الحظمي ، وإبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبيدالله (١) فتكلموا فيما بينهم على أنّ المختار أشدّ عليكم من سليمان بن صرد ، إنّ سليمان إنّما خرج يقاتل عدوكم ويذللهم لكم ، وقد خرج عن بلادكم ، وإن المختار إنما يريد أن يثب عليكم في مصركم ، فسيروا إليه فأوفقوه بالحديد وخلّدوه في السجن حتى يستقيم أمر الناس ، فخرجوا إليه في الناس ، فما يشعر بشيء حتى أحاطوا به وبداره فاستخرجوه ، فلمّا رأى جماعتهم ، قال : ما بالكم فوالله بعد ما ظفرت أكفّكم.
قال الراوي : واُوتي المختار ببغلة دهماء يركبها ، فقال إبراهيم لعبدالله بن
__________________
(١) كانا من قبل ابن الزبير بالكوفة أرسلهما إليها قبل عبدالله بن مطيع.