في مكاتبة ابن عباس ويزيد لعنه الله
ذكر السبط بن الجوزي في كتابه التذكرة (١) ، قال : لمّا وصل خبر قتل الحسين عليهالسلام إلى مكة ، وبلغ عبدالله بن الزبير ، خطب بمكة وقال : أمّا بعد ، ألا إنّ أهل العراق قوم غدر وفجر ، ألا وإنّ أهل الكوفة شرارهم ، أنّهم دعوا الحسين ليولّوه عليهم وليقيم أُمورهم ، وينصرهم على عدوّهم ويعيد معالم الإسلام ، فلمّا قدم عليهم ثاروا عليه فقتلوه ، وقالوا له : إن لم تضع يدك في يد الفاجر الملعون ابن زياد فيرى فيك رأيه قتلناك ومن معك ، فاختار الوفاة الكريمة على الحياة الذميمة ، فرحم الله حسينا ، وأخزى قاتليه ولعن من أمر بذلك ورضي به ، أفبعد ما جرى على أبي عبدالله يطمئن أحد إلى هؤلاء ، أو يقبل عهود الفجر والغدر ، أما والله لقد كان عليهالسلام صوّاماً بالنهار ، وقواماً بالليل ، وأولى بنبيّهم من الفاجر بن الفاجر ، والله ما كان يستبدل بالقرآن الغناء ، ولاببكاء من خشية الله الحدآء ، ولا بالصيام شرب الخمور ، ولا بقيام الليل الزمور ، ولا بمجالس الذكر الركض في طلب الصيد واللعب بالقرود ، قتلوه فسوف يلقون غيّاً ، ألا لعنة الله على الظالمين.
قال أرباب التاريخ : ودعا ابن الزبير بعد قتل الحسين عليهالسلام عبيدالله بن عباس
__________________
(١) انظر ص ٢٦٧.