في واقعة التوّابين
لمّا تقابل الفريقان جيش سليمان بن صرد الخزاعي ومن معه من التوابين ، وجيش عبدالملك بن مروان بعين الوردة (١) ، وتجالدوا ثلاثة أيام ، وقتل شيخ الشيعة سليمان بن صرد رحمهالله أخذ الراية مسيب بن نجبة ، فشد على القوم فقاتل ساعة ، ثم رجع ، ثم شد بها ، فقاتل ثم رجع ، ففعل ذلك مراراً يشدّ ثم يرجع ، حتى قتل رحمهالله.
قال الراوي : والله ما رأيت أشجع منه إنساناً قط ولا من العصابة التي كان فيهم ، ولقد رأيته يوم عين الوردة ، يقاتل قتالاً شديداً ، ما ظننت أنّ رجلاً واحداً أن يبلي مثل ما أبلى ، ولا ينكأ في عدوّة مثل ما نكأ ، لقد قتل رجالاً شذاذا.
قال : وسمعته يقول قبل أً يقتل وهو يقاتلهم :
قد علمت ميّالة الذوائب |
|
واضحة الخدّين والترائب |
إنّي غداة الروع التغالب |
|
أشجع من ذي لبد مواثب |
قطّاع أقران مخوف الجوانب
قال الراوي : ولمّا قتل المسيب بن نجبة ، أخذ الراية عبدالله بن سعد بن
__________________
(١) عين الوردة