يتضمّن خطبة العقيلة زينب واُختها اُم كلثوم عليهماالسلام في الكوفة (١)
لمّا أدخلوا السبايا والرؤوس إلى الكوفة وخرج أهلها للنظر والتفرج عندئذ خطبت عقيلة بني هاشم ابنة علي عليهالسلام تلك الخطبة البليغة فأعجبتهم ببلاغتها وحيّرتهم بفصاحة منطقها ، وذكرتهم أيّام أبيها سيد البلغاء حتى قال بشير بن خزيم الأسدي : نظرت الى زينب ابنة علي عليهالسلام يومئذ ولم أر خفرة (٢) والله أنطق منها كأنّما تنطق وتفرغ من لسان علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وقد أومأت الى الناس أن اسكتوا ، فارتدّت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثم قالت :
(أبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على نبيّه محمّد ، أمّا بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختر (٣) ألا فلا رقأة العبرة ، ولا هدأة الرنّة ؛ إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتّخذون إيمانكم دخلاً بينكم ، ألا وهل فيكم إلا
__________________
(١) ذهب العلامة الكبير الشيخ المجلسي المتوفي سنة ١١١١ هـ مثبتا في كتابه (بحار الأنوار) في مجلد العاشر منه أنّها لزينب الكبير وأيّده جميع مؤلّفوا المقاتل ، غير أنّ أبا الفضل أحمد ابن أبي طاهر المتوفي سنة ٢٠٤ ذكر في كتابه (بلاغات النساء) أنّها لأختها اُم كلثوم عليهماالسلام.
(٢) الخفر بفتحتين شدة الحياء ، جارية خفرة ، بكسر الخاء مختار الصحاح.
(٣) الختر بفتح الخاء وسكون التاء وسكون الراء الغدر ، يقال : خترة فهو ختّار.