في تتمة ذكر التوّابين
ذكر الطبري (١) عن عبدالرحمن بن غزية قال : لمّا انتهينا إلى قبر الحسين عليهالسلام بكى الناس بأجمعهم وسمعت جلّ الناس يتمنون أنّهم كانوا اُصيبوا معه ، فقال سليمان : اللّهمّ ارحم حسيناً الشهيد بن الشهيد ، المهدي بن المهدي ، الصدّيق بن الصدّيق ، اللّهمّ إنّا نشهدك أنّا على دينهم وسبيلهم وأعداء قاتليهم ، وأولياء محبّيهم.
قال : فأقاموا عنده يوم وليلة ، يصلّون عليه ويبكون ويتضرعون ، فما انفكّ الناس من يومهم ذلك يترحّمون عليه وعلى أصحابه حتى صلّو الغداة عنده قبره وزاده ذلك حنقاً ، ثم ركبوا فأمر سليمان الناس بالمسير فجعل الرجل لا يمضي حتى يأتي قبر الحسين عليهالسلام فيعول عليه ويترحم عليه ، ويستغفر له.
قال الراوي : فوالله لرأيتهم ازدحموا على قبره أكثر من ازدحام الناس على الحجر الأسود.
قال : ووقف سليمان عند قبره فكلّما دعا قوم وترحموا عليه قال لهم المسيب بن نجبة وسليمان بن صرد : الحقوا بإخوانكم رحمكم الله ، فما زال
__________________
(١) انظر ج ٤ ص ٤٥٦.