في مقتل عمر بن سعد عليه اللعنة
ذكر المؤرخون أنّ المختار ابن أبي عبيدة الثقفي لمّا أمكنه الله عزّ وجلّ من أهل الكوفة وأخذ بثار الحسين عليهالسلام فقتل قاتليه والمتألبين عليه ، فكان يقتل كلّ من حضر الطف وما نجا منه إلّا الذي هرب إلى البادية أو إلى البصرة ولاذ بابن الزبير ، حتى ذكروا أنّ أسماء بن خارجة الفزاري كان ممّن سعى في قتل مسلم بن عقيل ، فقال المختار : أما ورب الضياء والظلماء لتنزلنّ نار من السماء دهماء حمراء سخماء تحرق دار أسماء ، فبلغ كلامه أسماء بن خارجة فقال : سجع أبو إسحاق ، وليس ههنا مقام بعد هذا ، وخرج من داره هارباً الى البادية ، فبلغ المختار ذلك فهدم داره ودور بني عمه.
ويروى أنّه كان الشمر بن ذي الجوشن قد أخذ من الإبل التي كانت في رحل الحسين عليهالسلام فنحرها وقسم لحمها على قوم من أهل الكوفة فأمر المختار فأحصوا كلّ دار دخلها من ذلك اللحم فقتل أهلها وهدمها ، ولم يزل يتتبع قتلة الحسين عليهالسلام حتى قتل خلقاً كثيراً وهدم الدور ، وأنزلهم من المعاقل والحصون إلى المفاوز والصحون ، حتى قتلت العبيد مواليها ، وكان يسعى بمولاه فيقتله المختار.
قال الراوي : فلمّا خلا خاطره وانجلى ناضره اهتمّ بعمر بن سعد وابنه حفص ، حدّث عمرو بن الهيثم قال : كنت جالساً عن يمين المختار والهيثم بن