في ترجمة عيسى بن زيد وتخفيه
قال أبو الفرج الأصبهاني (١) : ولد عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليهمالسلام في الوقت الذي أشخص فيه أبوه زيد بن علي إلى هشام بن عبدالملك ، وكانت اُم عيسى بن زيد معه في طريقه فنزل ديراً ووافق نزوله إيّاه ليلاً وضربها المخاض فولدت تلك الليلة ، فسمّاه أبوه عيسى باسم عيسى المسيح ، وكان على ميمنة إبراهيم بن عبدالله بن الحسن المثنى ، واختفى بعد مقتل محمد وإبراهيم ، فتوارى بالكوفة ، في دار علي بن صالح بن حي أخو الحسن بن صالح وتزوج ابنة له ، فولدت منه بنتاً ماتت في حياته ، وكان يقال له موتم الأشبال.
حدّث ابن أبي شيبة عن أبي منعم ، قال : حدّثني من شهد عيسى بن زيد أنّه لمّا انصرف من واقعة باخمرى ، وقد خرجت عليه لبوة معها أشبالها ، فعرضت للطريق وجعلت تحمل على الناس ، فنزل عيسى فأخذ سيفه وترسه ثم تقدّم إليها فقتلها فقيل له : أيتمت أشبالها يا سيدي ، فصمد وقال : نعم أنا موتم الأشبال ، فكان يقال : كذا فعل موتم الأشبال ، وكذا موتم الأشبال.
قال يحيى بن الحسين بن زيد : قلت لأبي : يا أبه إني أشتهي أن أرى عمّي
__________________
(١) في ص ٣٤٣ من كتابه مقاتل الطالبين.