في ما فعله المختار بقتلة الحسين عليهالسلام
ذكر أرباب التاريخ أنّ المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، لمّا ثار عليه أهل الكوفة وحاربهم ونصره الله عليهم وقتل منهم من قتل ، وأطلق من أطلق منهم ، فنادى آنئذ مناديه : من أغلق بابه فهو آمن إلّا من شرك في دماء آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتتبع المختار قتلة الحسين عليهالسلام ، فكانوا يؤتون حتى يوقفوا بين يديه فيأمر بقتلهم أنواعا من القتلات بما يناسب ما فعلوا ، ومنهم من أحرقه بالنار ، ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات ، ومنهم من رمى بالنبال حتى مات.
قال الراوي : وكان عمرو بن الحجاج الزبيدي ممّن شهد قتل الحسين عليهالسلام ، فركب راحلته وهرب فلا يدري أين ذهب ، وقيل : أدركه أصحاب المختار فذبحوه ، لعنه الله.
قال : وهرب شمر بن ذي الجوشن ، فبعث المختار في أثره غلاماً يقال له زريب ، كما روى ابن كثير : قال الطبري : فقلته شمر وسار ، وكتب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة يتذرع بقدومه عليه ، وكان كل من فر من هذه الوقعة (وقعة الكوفة) يهرب إلى مصعب بالبصرة ، وبعث شمر الكتاب مع علج آخر ، وطلب