منه أن يذهب إلى سيّده ، وكان أبو عمرة وهو صاحب المختار أرسله إلى قرية يقال لها الكلتانية ، ليكون مسلحة بينه وبين أهل البصرة ، فقصده أبو عمرة ودلّه العلج على مكانه في قرية بإزاء قريته ، فلمّا كان الليل كابسه أبو عمرة وأصحابه فأعجلهم أن يلبسوا أسلحتهم ، وطاعنهم شمر برمحه عريان وكان أبرص ثم دخل خيمته ، واستخرج منها سيفاً ، فناضل به حتى قتله أبو عمرة وألقى شلوه الى الكلاب ، عليه اللعنة.
وبعث المختار إلى خولي بن يزيد الأصبحي الذي رام أن يحزّ رأس الحسين عليهالسلام فأرعد فخرجت إليهم امرأته فسألوا عنه ، فقالت : لا أدري أين هو ، وأشارت بيدها إلى المكان الذي هو فيه مختب وهو بيت الخلاء ، وكانت تبغضه من الليلة التي قدم بها إليها ومعه رأس الحسين عليهالسلام واسمها (العيوف بنت مالك الحضرمي) ، فدخلوا فوجدوه قد وضع على رأسه قوصرة (١) فحملوه الى المختار ، فأمر بقتله قريباً من داره وأن يحرق بعد ذلك فقتلوه بجانب أهله ، ثم دعا المختار بنار فحرقه ، ولم يبرح المختار حتى عاد رماداً ، لعنه الله ، ثم انصرف إلى محلّه.
قالوا : ودلّ المختار على عبيدالله بن أسيد الجهني ومالك بن النسر (٢) وحمل مالك المحاربي بالقادسية فأحضرهم فأمر بقطع يدي مالك بن النسر ورجليه وتركه يضطرب حتى مات ، وقتل الآخرين.
قال الراوي : ثم أحضر زياد بن مالك الضبعي ، وعمران بن خالد القشيري ،
__________________
(١) القوصرة وعاء يكون من سعف النخيل للتمر.
(٢) مالك بن النسر هو الذي ضرب الحسين عليهالسلام بسيفه وكان على رأس الحسين عليهالسلام برنساً فامتلأ البرنس دماً ، فقال له الحسين عليهالسلام لا أكلت بيمينك ولا شربت بها.