في ذكر التوابين
قال ابن جرير الطبري (١) ، وابن الأثير ، وابن كثير في البداية والنهاية : لمّا قتل الحسين عليهالسلام رأى الشيعة بالكوفة أنّهم أخطأوا خطأ كبيراً ، وارتكبوا ذنباً عظيماً بعدائهم الحسين عليهالسلام وتركهم نصرته ، وأن لا كفّارة في ذلك إلّا الاستماتة دون ثاره ، وسموا أنفسهم التوابين لتوبتهم من عظيم ذنبهم ، فكانوا أول ما ابتدأوا به أمرهم سنة إحدى وستين جمع آلة الحرب والإستعداد ، ودعاء الناس في السرّ إلى الطلب بدم الحسين عليهالسلام ، ولم يزالوا على ذلك إلى أن هلك يزيد بن معاوية لأربع عشرة ليلة مضت من ربيع الأوّل سنة أربع وستّين ، وكان بين قتل الحسين عليهالسلام وهلاك يزيد ثلاث سنين وشهران وأربعة أيام ، وأمير العراق يومئذ عبيدالله بن زياد ، وهو بالبصرة ، وخليفته بالكوفة عمرو بن حريث المخزومي.
وكان من عيون الشيعة فيها سليمان بن صرد الخزاعي (٢) والمسيب بن نجبة
__________________
(١) في ج ٤ ص ٤٢٦ من كتابه تأريخ الأمم والملوك.
(٢) كان سليمان بن صرد الخزاعي صحابياً كبيراً جليلاً عابداً روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحاديث في الصحيحين وغيرهما ، وشهد مع علي عليهالسلام صفين ، وكان أحد من يجتمع الشيعة في داره لبيعة الحسين عليهالسلام وكتب إليه في من كتب للقدوم إلى العراق.