في دخول السبايا على ابن زياد لعنه الله بالكوفة
قال الشيخ المفيد رحمهالله (١) : لمّا وصل رأس الحسين عليهالسلام بالكوفة ووصل ابن سعد من غد يوم وصوله ، ومعه بنات الحسين عليهالسلام وأهله ، جلس ابن زياد للناس في قصر الإمارة وأذن للناس إذناً عاماً ، وأمر بأحضار الرأس فوضع بين يديه ، وجعل ينظر إليه ويتبسم ، ودخلت زينب أخت الحسين عليهالسلام في جملتهم متنكرة عليها أرذل ثيابها.
وفي نفس المهموم عن الطبري والجزري : لبست زينب ابنة فاطمة عليهماالسلام أرذل ثيابها وتنكرت وحفّت بها إماؤها فقال : فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت ناحية ومعها النساء؟ وقيل : قال : من هذه المتنكّرة؟ فلم تجبه زينب عليهاالسلام ، فأعادها ثانية وثالثة ، فقالت له بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله. فأقبل عليها ابن زياد لعنه الله وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب اُحدوثتكم. فقالت زينب عليهاالسلام : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا يابن مرجانة.
وقال في اللهوف : فقال لها ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين
__________________
(١) في ج ٢ ص ١١٤ من كتابه الإرشاد.