في وصول السبايا والرؤوس إلى دمشق الشام
قال أرباب المقاتل في الحوادث التي جرت في طريق الشام على السبايا منها أنهم لمّا وصلوا إلى جبل جوشن (١) بالسبي أسقطت زوجة الحسين عليهالسلام ولداً كانت قد سمته محسنا ، فدفنوه هناك ، ولمّا وصلوا إلى دمشق الشام وكان اليوم الأول من شهر صفر ، ذكر البهائي في كتابه الكامل ، قال : وأوقفوا أهل الشام الدفوف والطبول ، فلمّا بلغ السبي جيرون (٢) كان يزيد على سطح قصره فلاحت له الرؤوس والسبايا أنشأ قائلاً :
لما بدت تلك الرؤوس وأشرقت |
|
تلك الشموس على ربى جيرون |
نعب الغراب فقلت نح أو لا تنح |
|
فلقد قضيت من النبي ديون |
__________________
(١) جوشن جبل مطل على حلب في غربها ، وفي سفحه مقابر ومشاهد للشيعة. هكذا ذكر ياقوت في المعجم ، قال : ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ، ويقال إنّه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضياللهعنه ونساؤه وكانت زوجة الحسين حاملاً ، فأسقطت هناك ، فطلبت من الصناع خبزاً أو ماء فشتموها ومنعوها ، فدعت عليهم فمن ذلك اليوم من عمل فيه لا يربح ، وذكرت هذا الخبر في كتابي ـ الدعوات المستجابة ـ وفي قبلى الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ويسمى مشهد الدكة والسقط يسمى محسن بن الحسين رضياللهعنه.
(٢) جيرون بناء عند باب دمشق من بناء سليمان بن داود عليهالسلام ، وقيل : إن من بنى دمشق جيرون بن عاد بن أروم بن سام بن نوح ، وبه سمي باب جيرون ، وقال أبو عبيدة : جيرون عمود عليه صومعة ، «معجم البلدان».