في محاربة المختار لأهل الكوفة
لمّا نهض المختار بالكوفة وشد أزره بإبراهيم بن الأشتر ، فكان أوّل ما صنعه المختار أن قاتل رؤساء الشرطة الذين كانوا قد وظفهم عبدالله بن مطيع ، وجعلهم على أفواه السكك ، والطرقات والجبانين ، ولمّا بان الضعف والعجز من أصحاب عبدالله بن مطيع أقبل شبث بن ربعي إلى عبدالله بن مطيع ، وقال : ابعث إلى امراء الجنابين فمرهم فليأتوك ، واجمع إليك جميع الناس ثم انهض إلى هؤلاء القوم (يعني المختار وأصحابه) وابعث إليهم من تثق به فليكفك قتالهم ، فأنّ أمر القوم قد قوى ، وقد خرج المختار وظاهر واجتمع له أمره ، فلمّا بلغ ذلك المختار من مشورة شبث بن ربعي على ابن مطيع ، خرج في جماعة من أصحابه حتى نزل في ظهر دير هند ، ممّا يلي بستان زائدة في السبخة ، ونادى مناديه بالكوفة : يا منصور أمت ، يا لثارات الحسين عليهالسلام ، ثم نادى المنادي : يا أيها الحي المهتدون ، ألا إنّ أمير آل محمد ووزيرهم قد خرج فنزل دير هند ، وبعثني إليكم داعياً ومبشّراً فاخرجوا إليه رحمكم الله.
قال الراوي : فخرجوا من الدور يتداعون يا لثارات الحسين عليهالسلام وأقبلوا إلى المختار حتى نزلوا معه في عسكره ، فتوافى إلى المختار في تلك الليلة ثلاثة آلاف وثمانمائة من اثني عشر ألفاً كانوا قد بايعوه ، فاستجمعوا له قبل انفجار الفجر ،