في تتمة قضية التوّابين
لمّا خرج سليمان بن صرد الخزاعي من الكوفة بالرجال والعدّة قاصدين الشام ، كان مع الناس عبدالله بن عوف الأحمر على فرس كميت يتأكّل تأكّلا وهو يقول :
خرجن يلمعن بنا إرسالا |
|
عوابسا وتحمل الأبطالا |
نريد أن نلقى بها الإقبالا |
|
الفاسقين الغدر الضلّال |
وقد رفضنا الأهل والأموالا |
|
والخفرات البيض والحجالا |
نرجوا به التحفة والنوالا |
|
لنرضي المهيمن المفضالا |
قال : فساروا حتى أتو هيت ثم خرجوا منها حتى أتوا قرقيسيا ، وبلغهم أنّ أهل الشام في عدد كثير ، فساروا سيراً مغذا حتى وردوا عين الوردة عن يوم وليلة ، ثم قام سليمان بن صرد فوعظهم وذكّرهم دار الآخرة ، وقال : إن قتلت فأميركم المسيب بن نجبة ، فإن اُصيب فالأمير عبدالله بن سعد بن نفيل ، فإن اصيب فأخوه خالد بن سعد ، فإن قتل فالأمير عبدالله بن وال ، فإن قتل فأميركم رفاعة بن شدّاد ، ثم بعث سليمان المسيب بن نجبة في اربعة آلاف فارس وأمره أن يشن عليهم الغارة.
قال حميد بن مسلم : كنت معهم فسرنا يومنا كلّه وليلتنا حتى إذا كان السحر