في ما جرى على السبايا في مجلس يزيد
ذكر صاحب نفس المهموم (١) عن المناقب وغيره : روي أنّ يزيد بن معاوية أقبل على عقيلة الهاشميين زينب بنت علي عليهماالسلام وسألها أن تتكلّم ، فأشارت العقيلة إلى علي بن الحسين عليهالسلام وقالت : هو سيّدنا وخطيب القوم ، فأنشأ السجاد عليهالسلام يقول :
لا تطمعوا إن تهينونا فنكرمكم |
|
وإن نكف الأذى منكم وتؤذونا |
الله يعلم إنّا لا نحبكم |
|
ولا نلومكم إن لم تحبّونا |
فقال يزيد : صدقت يا غلام ، ولكن أراد أبوك وجدّك أن يكونا أميرين ، والحمد لله الذي قتلهما وسفك دماءهما. فقال السجاد عليهالسلام : يا يزيد لم تزل النبوة والإمرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تولد ، ولقد كان جدّي علي بن أبي طالب عليهالسلام في يوم بدر واُحد والأحزاب ، في يده راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأبوك وجدّك في أيديهما رايات الكفّار. فقال اللعين : أبوك قطع رحمي وجهل حقّي ، ونازعني
__________________
(١) في ص ٤٤٢ ، ونفس المهموم هذا كتابٌ جليل وهو من مؤلفات المحقق الثبت المغفور له الشيخ عباس القمي رحمهالله.