وذكر المجلسي قال : ثم أقبل يزيد على أهل مجلسه وقال : إنّ هذا يعني (الحسين) كان يفخر ويقول : أبي خير من أب يزيد ، وجدّي خير من جدّه ، وأنا خير منه ، فهذا الذي قتله ، فأمّا قوله بأنّ أبي خير من أب يزيد ، فلقد حاجّ أبي أباه فقضى الله لأبي على أبيه ، أمّا قوله لأنّ اُمّي خير من اُم يزيد فلعمري لقد صدق إنّ فاطمة بنت رسول الله خير من اُمّي ، أما قوله جدّي خير من جدّه فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر يقول بأنّه خير من محمّد ، وأمّا قوله بأنّه خير مني فلعلّه لم يقرأ هذه الآية (قل اللهم مالك المكلك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) (١) ثم جعل ينكث ثنايا الحسين عليهالسلام بالخيزرانة ويفرّق بين شفتيه *.
وإنّ ثغراً رسول الله يلثمه |
|
بالخيزران يزيد الرجس يقرعه |
ولثغره يعلو القضيب وطالما |
|
شغفاً به كان النبي مقبّلا |
__________________
(١) آل عمران ٢٦.
(*) (فائدة) عن الفضل بن شاذان قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول «لمّا حمل رأس الحسين الى الشام ، أمر يزيد بن معاوية فوضع في طشت ونصبت عليه المائدة ، فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع ، فلمّا فرغوا أمر بالرأس فوضع تحت سرير وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يلعب بالشطرنج ، ويذكر الحسين وأباه وجدّه صلوات الله عليهم ويستهزئ بذكرهم ، فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع وشرب منه ثلاثاً وصب فضلته ممّا يلي الطشت من الأرض ـ الفقاع ـ الشراب يتّخذ من الشعير سمّي به لما يعلوه من الزبد.