في مقتل محمّد ذي النفس الزكية عليهالسلام
لمّا تولّى المنصور الدوانيقي الخلافة ولزم اُزمّة الأمور ، صار يطلب العلويين وكان أشدّ الطلب على محمد وإبراهيم ابني عبدالله المحض ، فلمّا اشتدّ الطلب بمحمّد خرج قبل وقته الذي أوعد أخاه إبراهيم على الخروج فيه ، وقيل : بل خرج محمّد لميعاده مع أخيه ، وإنّما أخوه إبرهيم تأخّر ، وكان محمّد بالمذار ، وقد بلغ رياح والي المدينة أنّ محمداً يريد الخروج ، فأرسل على جماعة من بني الحسن فحبسهم ، فبينما هم عنده إذ سمعوا التكبير وقد ظهر محمّد وأقبل من المذار إلى المدينة في مائة وخمسين رجلاً ، فأتى بني سلمة بهؤلاء تفاؤلاً بالسلامة وقصد السجن فكسر بابه وأخرج من فيه ، وأتى دار الإمارة وهو يقول لأصحابه : لا تقتلوا إلّا أن يقتلوا ، فامتنع منهم رياح والي المدينة ، فدخولوا من باب المقصورة وأخذوا رياحاً أسيراً ، ثم خرج محمّد إلى المسجد فصعد المنبر وخطب الناس واستمالهم ، واستولى محمّد على المدينة.
قال الراوي : وسار رجل من بني عامر إلى المنصور مجداً حتى وصل إليه بعد تسعة أيام فوصله ليلاً وإستأذن عليه ودخل ، فقال له : يا أمير المؤمنين خرج محمّد بن عبدالله بالمدينة. قال : أنت رأيته وعاينته؟ قال : أنا رأيته وعاينته وكلمته على منبر رسول الله جالساً ، وتواترت الأخبار بذلك. فقال المنصور لأبي أيوب