في مقتل الحسين بن علي الحسني بفخ
لمّا كثر الأذى والجور من عمر بن عبدالعزيز بن عبدالله العمري والتضييق على العلويين ، ورأى الحسين بن علي صاحب فخ ما رأى من الهوان عليه خاصّة ، وجّه الى بني هاشم فاجتمعوا ستّة وعشرين رجلاً من ولد علي وعشرة من الحاج ، ونفر من الموالي ، فلمّا أذن أذان الصبح دخلوا المسجد وصعد عبدالله بن الحسن الأفطس على المأذنة التى عند رأس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال للمؤذن : إذّن بحيّ على خير العمل ، فلمّا نظر المؤذن إلى سيف في يده أذّن بها ، وسمعه العمري ، فأحسّ بالشر ودهش ، ثم قام من وقته وهرب من المدينة ، فصلّى الحسين بالناس الصبح ، ودعى بالشهود العدول الذين كان العمري أشهدهم عليه بأن يأتي بالحسن إليه فقال للشهود : هذا الحسن قد جئت به ، فهاتوا العمري ، وإلّا والله خرجت من يميني وممّا عَلَيَّ ، ثم خطب الحسين بعد صلاته ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أنا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، على منبر رسول الله ، وفي حرم رسول الله ، أدعوا الى سنّة رسول الله ، أيّها الناس أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود ، تمسحون بذلك وتضيّعون بضعة منه.
قال : فأتاه الناس وبايعوه على كتاب الله وسنة نبيّه والرضا من آل محمّد ، فبلغ ذلك حماد البربري ، وكان على مسلحة بالمدينة ومعه مائتين من الجند ،