العرض ، وكان يطلب بني هاشم في كلّ يوم للعرض عليه ، ليقف على أحوالهم وشؤونهم.
قال الراوي : فتضاحك الحسين في وجه العمري ، وقال له : أنت مغضب يا أبا حفص ، فقال العمري : استحقاراً بي تخاطبني بكنيتي ، فقال له الحسين : قد كان أبو بكر وعمر هما خير منك يخاطبان بالكنى ، فلا ينكران ذلك وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة بالولاية. فقال له : آخر قولك شرّ من أوّله ، إنّما أدخلتك عَلَيَّ لتفاخرني وتؤذيني ، ثم حلف العمري أن لا يخلّي سبيله أو يجيئه بالحسن بن محمد في باقي يومه وليلته ، وإن لم يجيء به ليضربنّ الحسين ألف سوط ، وحلف إن وقعت عينيه على الحسين بن محمّد ليقتله من ساعته.
قال : فخرج الحسين من عنده ووجّه إلى الحسن من جاء به فقال له : يابن العمّ قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق ، فامض حيث شئت. فقال الحسن : لا والله يابن العم ، بل أجيء معك الساعة حتى أضع يدي في يده. فقال الحسين : لا والله ماكان الله ليطلع عَلَيَّ وإذا جاء إلى محمّد وهو خصيمي وحجيجي في أمرك لعلّ الله أن يقينا شرّه.
قال الراوي : ثم إنّ الحسين عليهالسلام وجه إلى بني هاشم فاجتمعوا ستّة وعشرين رجلاً من ولد علي عليهالسلام وعشرة من الحاج ونفر من الموالي ، فحضروا عنده وهم طوع إرادته ، فكان أول من أمره أن ثار بهؤلاء النفر ، لكأنّه عمّه الحسين عليهالسلام حيث بعث على إخوته في الليلة التي بعث عليه ـ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ والي المدينة من قبل يزيد لعنه الله فاجتمعوا عنده وقد دخلوا عليه يقدمهم أبوالفضل العباس الخ.