في واقعة الحرّة (١)
قال ابن جرير الطبري في تاريخه (٢) وابن الأثير في الكامل : أنّه لمّا قتل الحسين عليهالسلام وثار نجدة بن عامر الحنفي باليمامة ، وثار ابن الزبير بالحجاز ، وفي سنة احدى وستين عزل يزيد بن معاوية عمر بن سعد عن أمرة الحجاز ، وبعث الوليد بن عتبة ، ثم في سنة اثنتين وستين عزل الوليد بن عتبة ، وولّى عثمان بن محمد بن أبي سفيان ، وهو حدث غر ، فبعث إلى يزيد وفداً من أهل المدينة ، فلمّا قدموا على يزيد أكرمهم ولمّا رجعوا إلى المدينة قاموا فأظهروا عيب يزيد وشحّه ، وقالوا : قدمنا من عند رجل ليس له دين ، يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان ، ويلعب بالكلاب ، ويسمر عنده الخراب وهم اللصوص. وكان أحد اُولئك النفر الوفد عبدالله بن حنظة الأنصاري رحمهالله وكان شريفاً فاضلاً عابداً وكانوا يدعونه ابن غسيل الملائكة ، وكانت عنده ثمانية بنين ، فقال : قد جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلّا بنيّ هؤلاء لجاهدته لهم ، وقد اعطاني وما قبلت عطاءه إلّا لأتقوّى به.
__________________
(١) في القاموس ـ الحرّة ـ موضع بظاهر المدينة ، وبها كانت واقعة الحر أيّام يزيد بن معاوية.
(٢) انظر ج ٤ ص ٣٦٧.