في ثورة العراقيين على ابن زياد لعنه الله
قال ابن قتيبة (١) : كان ابن زياد أول من ضم إليه الكوفة والبصرة ، وكان أبوه زياد كذلك قبله ، ولما هلك يزيد بن معاوية وأظهر ابن الزبير أمره وخلع أهل البصرة طاعة بني أمية وبايعوا ابن الزبير ، خرج عبيد الله بن زياد إلى المسجد ، وقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس إن الذي كنا نقاتل على طاعته قد مات ، واختلف أمر الناس وتشتّت كلمتهم وانشقّت عصاهم ، فإن أمّرتموني عليكم حبّبت فيكم وقاتلت عدوّكم وحكمت بينكم وأنصفت مظلومكم ، وأخذت على يد ظالمكم ، حتى يجتمع الناس على خليفة.
فقام يزيد بن الحارث ، بن رويم اليشكري ، وقال : الحمد لله الذي أراحنا من بني أمية واُخرى من ابن سمية ، لا والله ولا كرامة. قال : فأمر عبيدالله فلبّب ثم انطلق به إلى السجن ، فقام بكر بن وائل فحال بينه وبين ذلك ، ثم خرج الثانية عبيدالله بن زياد الى المنبر فخطب الناس فحصبه الناس ورموه بالحجارة وسبّوه وقام قوم فدنوا منه فنزل ، واجتمع الناس في المسجد فقالوا : نؤمّر رجلاً حتى تجتمع الناس على خليفة ، وكان الذين قاموا بأمره هذا الحي الذي من كندة فبينما
__________________
(١) في ج ٢ ص ١٩ من كتابه الأمامة السياسة.