الفزاري ، وعبدالله بن سعد بن نفيل الأزدي ، ورفاعة بن شداد البجلي ، وعبدالله بن وال تميمي ، فاجتمع هؤلاء في دار سليمان بن صرد الخزاعي ومعهم اُناس كثير ، فبدأ سليمان بالكلام ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أمّا بعد فقد ابتلينا بطول العمر والتعرّض للفتن ، وقد قال علي عليهالسلام : العمر الذي أعذر الله فيه ابن آدم ستّون سنة ، وليس فينا إلّا من بلغها ، وكنّا مغرمين بتذكية أنفسنا ومدح شيعتنا ، حتى أبلى الله خيارنا فوجدنا كذّابين في نصرة ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا عذر دون أن تقتلوا قاتليه ، فعسى ربنا أن يعفوا عنّا.
فقام رفاعة بن شداد وقال : قد هداك الله إلى صواب القول ، ودعوت إلى رشد الأمور جهاد الفاسقين ، وإلى التوبة من الذنب ، فمسموع منك مستجاب لك مقبول منك ، ثم التفت إلى الحاضرين وقال : فإن رأيتم وليّنا هذا شيخ الشيعة وصاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سليمان بن صرد. فقال المسيب : أصبتم ووفّقتم ، وأنا أرى الذي رأيتم ، فاستعدّوا للحرب ، فقاموا وبايعوا سليمان بن صرد.
قال الراوي : وكتب سليمان كتاباً إلى من كان بالمدائن من الشيعة من أهل الكوفة ، وبعثه مع عبدالله بن مالك الطائي ، الى سعد بن حذيفة بن اليمان ، يدعوهم إلى أخذ الثار ، فلمّا وقفوا على الكتاب قالوا : رأينا مثل رأيهم ، فكتب سعد بن حذيفة الجواب بذلك ، وكتب سليمان أيضاً إلى المثنى بن محزمة العبدي كتاباً ، فكتب المثنى الجواب ، أمّا بعد فقد قرأت كتابك وأقرأته إخونك فحمدوا رأيك واستجابوا لك ، فنحن موافوك للأجل الذي ضربت والسلام عليك ، وكتب في أسفل كتابه :
تبصر كأنّي قد أتيتك معلما |
|
على أبلغ الهادي أجش هزيم |