طويل القرا نهداً أشق مقلص |
|
ملحّ على قاري اللجام رؤم |
بكل فتى لا يملأ الدرع نحره |
|
محثّ لنار الحرب غير سؤم |
أخي ثقة يتغي الإله بسعيه |
|
ضروب بنعل السيف غير أثيم |
وكتب أيضاً كتاباً إلى البصرة.
قال الراوي : وقوي أمرهم واشتدّت شوكتهم ، وصادف أن دخل المختار إلى الكوفة في تلك الأيام راجعاً من مكة ، فجعل الناس يقولون : هذا المختار ما قدم إلّا لأمر ، ونرجوا به الفرج ، ثم إنّه جعل يبعث إلى وجوه الشيعة ويدعوهم لنفسه ، فقالوا له : أنت أهل لذلك غير الناس قد بايعوا سليمان بن صرد الخزاعي ، فهو شيخ الشيعة اليوم فلا تعجل في أمرك ، فسكت المختار وأقام ينتظر ما يكون من أمر سليمان والشيعة حينئذ يريدون أمرهم خوفاً من عبدالملك بن مروان وعبدالله بن الزبير ، وكان خوف الشيعة من أهل الكوفة أكثر ، لأنّ أكثرهم قتلة الحسين عليهالسلام.
وصار المختار يخذل الناس عن سليمان ويدعوهم إلى نفسه حتى بايعه جماعة ، وكان عبدالله بن الزبير قد جعل من قبله عبدالله بن يزيد وإبراهيم بن محمّد بن طلحة ، فقال لهما عمر بن سعد وشبث بن ربعي : إنّ المختار أشدّ عليكما ، لأنّ سليمان إنّما خرج يقاتل عدوّكما ، والمختار إنّما يريد أن يثبت عليكما ، فسيروا إليه وأوثقوه بالحديد وخلّدوه في السجن ، فما شعر المختار إلّا وقد أحاطوه بداره واستخرجوه ، فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة لعبدالله بن يزيد : أوثقه كتافاً ومشّه حافياً ، فقال له : لم أفعل هذا برجل لم يظهر لنا عداوة ولا حرباً ، إنّما أخذناه على الظنّ ، فأتى ببلغة له دهماء فركبها وادخلوه السجن.