نفيل ، ثم قال : رحم الله أخوي ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً ، وأقبل بما كان معه من أزد ، فحفّوا برايته.
قال : وحمل علينا ربيعة بن المخارق ، حملة منكرة فاقتتلنا قتالاً شديداً ، ثم إنّه اختلف هو وعبدالله بن سعد بن نفيل بضربتين ، فلم يصنع سيفهما شيئاً ، واعتنق كلّ منهما صاحبه فوقعا على الأرض ، ثم قاما فاضطربا وحمل أبن أخي ربيعة بن الخارق على عبدالله بن سعد ، فطعنه في ثغره ونحره فقتله ، وحمل وقال خالد بن سعد بن نفيل : أروني قاتل أخي ، فأريناه ابن أخي ربيعة بن المخارق ، فحمل عليه فقنّعه بالسيف.
قال : ثم شدّ أهل الشام على أهل الكوفة وتعطفوا عليهم من كل جانب حتى بلغوا هم مكانهم وتولّى قتال أهل الكوفة حينذاك أدهم بن محرز الباهلي ، وقتل بعدها عبدالله بن وال ، وكان من فقهاء أهل العراق ، الذين كانوا يكثرون الصلاة والصيام ويفتون الناس ، وقتل بعده عبدالله بن حازم ، وقع الى جنبه ، وأخذ أهل الشام يتنادون أنّ الله قد أهلكهم ، فاقدموا عليهم فافرغوا منهم قبل الليل ، فأخذوا يقدمون عليهم فيقدمون على شوكة شديدة ويقاتلون فرساناً شجعاناً ، ليس فيهم سقط رجل وليسوا لهم بمضجرين ، فيتمكّنوا منهم فقاتلوهم حتى العشاء قتالاً شديداً.
قال الراوي : وخرج عبدالله بن عزيز الكندي ومعه ابنه محمّد غلام صغير ، فقال : يا أهل الشام هل فيكم أحد من كندة؟ فخرج إليه منهم رجال فقالوا : نعم نحن هؤلاء ، فقال لهم : دونكك أخيكم فابعثوا به الى قومكم بالكوفة ، فأنا عبدالله بن عزيز الكندي ، فقالوا له : أنت ابن عمّنا فإنك آمن. فقال لهم : والله لا أرغب عن مصارع اخواني الذين كانوا للبلاد نوراً وللأرض أوتاداً ، وبمثلهم كان الله يذكر ، فأخذ ابنه يبكي في أثر أبيه فقال : يا بني لو أنّ شيئاً آثر عندي من طاعة ربّي إذاً